عدد المساهمات : 2233 تاريخ التسجيل : 26/03/2012 العمر : 28 الموقع : www.alahli.alafdal.net
موضوع: <عندما نفقدالإيمان> الخميس يونيو 21, 2012 10:57 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
<عندما نفقدالإيمان>
عندما نفقد الإيمان نكون أسوأ حظاً في الحياة وأدنى رتبة في سُلّم المخلوقات من أذل البهائم وأضعف الحشرات وأشرس الضّواري،، فالبهائم تجوع كما نجوع ولكنّها في نجوةٍ من همِّ الرِّزقِ وخوف الفقرِ وكربِ الحاجة وذُلِّ السؤال.
وهي تلِدُ كما نلد وتفقدُ أولادها كما نفقد،، ولكنها في راحةٍ من هلعِ المثكلة وجَزَعِ الميتمة وهم اليتامى المستضعفين.
وهي في أجسادها تلذّذُ كما نَلتذُّ وتألـَم كما نألـَم؛ ولكنها في راحةٍ ممـا يأكلُ القلوب ويُقرحُ الجفون ويقُضُّ المضاجع ويقطعُ الأرحام ويفرِّقُ الشَّمل ويخربُ البيوت من المهلكات كالحسد والكذِب والنميمة والفِرية والقذف والنّفاق والخيانة والقنوط وكفر النعمة ونكران الجميل.
وهي تُعرَف بنوعٍ من الإدراك ما يضرُّها وما ينفعُها ولكنها في نجوة من أعباء التكليف وأثقال الأوزار ومضض الشِدَّة وكربِ الحياة وعذابِ الضَّمير.
وهي تمرضُ كما نمرضُ وتموت كما نموت ولكنها في راحة من التفكير في عُقبى المرض وفراق الأحباب وسكرات الموت ومصير الموتى وما وراء القبور والضواري تسفِكُ الدماء لتشبع بلا سرف ولكنها أنفاً ولا جنفاً ولا صلَفاً ولا ترفاً ولا علوّاً في الأرضِ ولا استكباراً.
فالإنسانُ شقيٌّ إن لم يكسِهِ الإيمان فالإيمان هو الذي يقوّيه وهو الذي يعزيه وهو الذي يسليه،، وهو الذي يمنيه،، وهو الذي يُرضيه وهو الذي يجعله إنساناً ليسعى إلى مثَلِهِ الأعلى لتسجُدَ لهُ الملائكة،، ومن دون هذا الإيمان يكون هذا الإنسان المسكين أتعسَ الخلائق وأسوأها حظاً وأعظمها شقاءً وأشدها بلاءً وأحطّها رتبةً وأرذلها مصيراً.