فلا نامت اعين الجبناء يوماً
فلا نامت اعين الجبناء يوماً
ولا باتت على حلـمٍ رغيـدٌ
وكيف تنامُ او تهنى بغمـضٍ
وقد اسهرتها يا ابن الوليـدُ
فداك ابي وأمي من شجـاعٌ
تخر لـه الجبابـر كالعبيـدُ
وتصغر عِنـده هِمـمٌ كبـارٌ
ويدنو منـه النجـم البعيـدُ
خليفتـه ابوبكـرٍ وعـمـرٍ
وخِلفتـه المثنـى واليزيـدُ
مشت اقدامهم فوق الثريـاء
ِلذا من بعدِهـم نجـمٍ فريـدُ
فكم داخت بهم علل المعالـي
وكم خارت قوى طاغي عتيدُ
فلا قيصر ولا كسرى حواهم
ولا يحواهم المجـد التليـدُ
تجمل بالصبر من بعدِ قـومٍ
حووا الدنيا بكفٍ من حديـدُ
ودع عنك الرماح المرهفاتِ
وأصدح بالغنـاءِ وبالنشيـدُ
وقل يا أمةً ذهبـت لِتبقـى
ويبقـى المجـد لله المجيـدُ
مضو في سيرهم لله ذخـراً
ولم ُيرجِعهمُ البأس الشديـدُ
فقد آلو بـإن لا لا يعـودوا
سوى بالفوز والنصر الاكيد
شعارهـم بـأن الله ربــاً
وإن رسولـه طـه الرشيـدُ
وهذا سـر نصرهـم تباعـاً
وهذا وعدهم والوعـد قيـدُ
وهانحـن اتينـاء كالغثـاءِ
ولكنـا بـلا ادنـى رصيـدُ
وما بعد المشقةِ من تشابـه
سوى صومٌ وبعد الصوم عيدُ
فقد خنـا مبادئنـا العظـامُ
وبعناهـا ببخـسٍ لا يفيـدُ
وما يستبدل التبـر الاصيـلُ
بحفنـةِ تربـةٍ الا البلـيـدُ
__________________________________________________________________________________